کد مطلب:336051 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:269

عرض عمل الحی علی المیت
الأمر الرابع من التواصل بین الحی والمیت هو عرض عمل

الحی علی المیت فكل عمل یعمله الإنسان الحی من خیر أو شر فإنه یعرض علی المیت ویطلع علیه فإذا كان العمل فی خیر وصلاح فإنه یریح المیت ویسر به. وان كان العمل غیر صالح ویستقبح فعله عند المسلمین فأن المیت یتاذی بسببه ویغتم. ولعل هذا الأمر من أهم موارد التواصل بین الحی والمیت فأن العقلاء الذین یریدون السعادة والراحة لأمواتهم فی قبورهم سوف یبتعدون عن الأعمال التی تؤذی موتاهم وسوف یقومون بالأعمال التی تریح موتاهم.



[ صفحه 27]



فالشخص الذی یحب أبویه وأهله والذی كان فی حیاتهم یبذل كل شیء لأجل راحتهم وسعادتهم وادخال السرورعلیه إذا علم بأن التواصل لم ینقطع وأن أعزته یطلعون علی عمله فإنه - قطعا - سوف یسعی لسعادتهم وبالنتیجة یبتعد عن الأعمال القبیحة السیئة التی تؤذیهم ویعمد إلی ما یسعدهم ویفرحهم من الأعمال الطیبة. قد تسأل وتقول وهل فی التراث الإسلامی وفی مصادر المسلمین ما یدل علی قولك هذا أم أنه مجرد دعوی؟ الجواب: أقول یوجد الكثیر من المصادر الإسلامیة التی تتكلم عن هذه الحقیقة المغیبة عن الإمة الإسلامیة لأغراض سیاسیة ولاغراض عدائیة لبعض المذاهب لأن نشر هذه المقولات والروایات یقوی أطروحة الطرف الآخر ومن هنا غیبت هذه الحقیقة عن الأمة الإسلامیة. فإلیكم هذه الطائفة من الأخبار والمصادر. ففی الدر المنثور للسیوطی: " وأخرج الحكیم الترمذی فی نوادر الأصول وابن أبی الدنیا فی كتاب المنامات والحاكم وصححه والبیهقی عن النعمان بن بشیر رضی الله عنه سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یقول إنه لم یبق من الدنیا إلا مثل الذباب تمور فی جوها فالله الله فی



[ صفحه 28]



إخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض علیهم " [1] .

وفی المستدرك علی الصحیحین للحاكم: " أخبرنا أبو النضر الفقیه وابراهیم بن إسماعیل القاری قالا حدثنا عثمان بن سعید الدارمی حدثنا یحیی بن صالح الوحاظی حدثنا أبو إسماعیل السكونی قال سمعت مالك بن أدی یقول سمعت النعمان بن بشیر رضی الله عنهما یقول وهو علی المنبر سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یقول ألا إنه لم یبق من الدنیا إلا مثل الذباب تمور فی جوها فالله الله فی إخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض علیهم هذا حدیث صحیح الإسناد ولم یخرجاه " [2] .

وفی الفردوس للدیلمی: " المعمر بن بشیر الله الله فی إخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض علیهم " [3] .

وفی شعب الإیمان للبیهقی: " أخبرنا أبوعبدالله الحافظ وأبوبكر أحمد بن الحسن



[ صفحه 29]



قالا حدثنا أبوالعباس هو الأصم حدثنا یزید بن محمد بن عبد الصمد الدمشقی حدثنا یحیی بن صالح حدثنی أبو إسماعیل شیخ من السكون سمعت مالك بن أدا یقول سمعت النعمان بن بشیر علی المنبر یقول قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إنه لم یبق من الدنیا إلا مثل الذباب تمور فی جوها الله الله فی إخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض علیهم " [4] .

وفی تفسیر ابن كثیر: " وقد قبله القرطبی فقال بعد إیراده قد تقدم أن الأعمال تعرض علی الله كل یوم أثنین وخمیس وعلی الأنبیاء والآباء والأمهات یوم الجمعة قال ولا تعارض فإنه یحتمل أن یخص نبینا بما یعرض علیه كل یوم ویوم الجمعة مع الأنبیاء علیه وعلیهم أفضل الصلاة والسلام " [5] .

وفیه أیضا: " وذكر بن أبی الدنیا عن أحمد بن أبی الحواری قال حدثنا محمد أخی قال دخل عباد بن عباد علی إبراهیم بن صالح وهو علی فلسطین فقال عظنی قال بم أعظك أصلحك الله بلغنی أن أعمال الأحیاء تعرض علی أقاربهم من الوتی فانظر ما یعرض علی



[ صفحه 30]



رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم من عملك فبكی إبراهیم حتی أخضل لحیته قال بن أبی الدنیا وحدثنی محمد بن الحسین ثنی خالد بن عمرو الأموی حدثنا صدقة بن سلیمان الجعفری قال كانت لی شرة سمجة فمات أبی فتبت وندمت علی ما فرطت ثم زللت أیما زلة فرأیت أبی فی المنام فقال أی بنی ما كان أشد فرحی بك وأعمالك تعرض علینا فنشبهها بأعمال الصالحین فلما كانت هذه المرة استحییت لذلك حیاء شدیدا فلا تخزنی فیمن حولی من الأموات قال فكنت أسمعه بعد ذلك یقول فی دعائه فی السحر وكان جارا لی بالكوفة أسألك إیابة لا رجعة فیها ولا حوریا مصلح الصالحین ویا هادی المضلین ویا أرحم الراحمین " [6] .

وفی تهذیب الآثار: " حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبدالرحمن بن عثمان حدثنا عوف عن خلاس بن عمرو عن أبی هریرة قال إن أعمالكم تعرض علی أقربائكم من موتاكم فإن رأوا خیرا فرحوا به وان رأوا شرا كرهوه وانهم یستخبرون المیت إذا أتاهم من مات بعدهم حتی إن الرجل یسأل عن امرأته أتزوجت أم لا وحتی الرجل یسأل عن الرجل فإذا قیل قد مات قال هیهات ذهب ذاك فإن لم یحسوه عندهم



[ صفحه 31]



قالوا إنا لله وإنا راجعون ذهب به إلی أمه الهاویة فبئس المربیة " [7] .

وفی شرح قصیدة ابن القیم لابن عیسی: " وروی الحكیم الترمذی وابن ابی الدنیا فی كتاب المنامات والبیهقی فی شعب الإیمان عن النعمان بن بشیر سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یقول اتقوا الله فی إخوانكم من اهل القبور فان أعمالكم تعرض علیهم وروی ابن أبی الدنیا والاصبهانی فی الترغیب عن ابی هریرة قال قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لا تفضحوا موتاكم بسیئات أعمالكم فانها تعرض علی أولیائكم من اهل القبور" [8] .


[1] الدر المنثور، ج 4، ص 191.

[2] المستدرك علي الصحيحين، ج 4، ص 342.

[3] الفردوس بمأثورالخطاب، ج 1، ص 147.

[4] شعب الإيمان، ج 7، ص 261.

[5] تفسير ابن كثير، ج 1، ص 500.

[6] تفسير ابن كثير، ج 3، ص 440.

[7] تهذيب الآثار، ج 2، ص 510.

[8] شرح قصيدة ابن القيم، ج 2، ص 173.